العلاج الوظيفي

إن الأزمة المرتقب قدومها في القوى العاملة في القطاع الصحي موثقة دولياً، حيث أن زيادة الحاجة والطلب على المختصيين العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدربين تدريباً جيداً يتوقع أن تبدأ في المستقبل القريب، وبخاصة في مجال إعادة التأهيل. ويعتبر العلاج الوظيفي أحد أهم التخصصات الرئيسية التي تلعب دوراً تكاملياً في تثديم خدمات عالية الجودة للعملاء من كل الأعمار والذين قد يتعرضون خلال حياتهم الطبيعية إلى إصابات جسدية أو أمراض أو صعوبات تعلم أو أمراض عقلية أو شيخوخة.

تعتبر خدمات إعادة التأهيل في فلسطين إحدى الحاجات الناتجة عن زيادة عدد الأفراد من ذوي الإعاقة والأشخاص من ذوي الحالات المرضية المزمنة، بالإضافة إلى العديد من العوامل بما في ذلك زيادة متوسط العمر والحروب المستمرة. وبحسب سجلات مركز الإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة الأشخاص من ذوي الإعاقة تشكل نسبة 2.1% من مجموع السكان. إن تقديم الخدمات لهذه المجموعات المتنوعة يتطلب الحاجة لوجود أشخاص مدربين في العلاج الوظيفي ومختصين ولديهم الكفاءة للتعامل بشكل مبتكر مع الحالات المعقدة وحالات إعادة التأهيل.

ووفقاً للجمعية الفلسطينية للعلاج الوظيفي، فإن هناك ما يقارب ال 100 شخص من الذين يعملون كمختصيين في العلاج الوظيفي في أماكن مختلفة، غالبيتهم يحملون درجة البكالوريوس وقلة منهم يحملون درجة الماجستير في مجالات ذات علاقة. هذه التقارير تشير إلى أن فلسطين ينقصها مختصيين في العلاج الوظيفي من أجل تقديم أحدث الخدمات للعملاء. ولهذا فإن إعداد مثل هذا البرنامج المتخصص في العلاج الوظيفي يتوقع أن يقوم بتغطية هذه الفجوة.

لقد أعربت العديد من المؤسسات الفلسطينية عن تقديرها لتوفير مثل هذا البرنامج في الجامعة العربية الأمريكية، بعض هذه المؤسسات مثل جمعية بيت لحم العربية لإعادة التأهيل وجمعية لايف جيت والجمعية الفلسطينية للعلاج الوظيفي. وقد كشفت الجمعية الفلسطينية للعلاج الوظيفي في رسالتها أن فتح مثل هذا البرنامج في الجامعة العربية الأمريكية سيوجد العديد من المهنيين الذين سيقودون إلى تطور مهنة العلاج الوظيفي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجمعية تؤمن أن هذا البرنامج المقترح سيسمح لأخصائيي العلاج الوظيفي بمتابعة تعليمهم العالي محلياً، وبالتالي تجنب النفقات الكثيرة عند السفر إلى الخارج وتطوير الأبحاث خاصة في مجال العلاج الوظيفي.

سيتم طرح برنامج الماجستير في العلاج الوظيفي في الجامعة العربية الأمريكية بالتعاون مع جامعة جاكسنوفيل- كلية العلوم الصحية التطبيقية في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يكون لهذا التعاون تأثيرات على الجهود الأكاديمية والعملية المشتركة من قبل كل من موظفي الجامعة العربية الأمريكية وموظفي جامعة جاكسنوفيل والتي ستؤدي إلى تقوية المناهج الأكاديمية وتعزيز مخرجات التعليم وتطوير الكفاءات العملية للطلاب.